الموعظة على الجبل التطويبات
أصحاح 5
1 وَلَمَّا
رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ
تَلاَمِيذُهُ.
2 فَفتحَ
فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً:
3 «طُوبَـى لِلْمَسَاكِينِ
بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
4 طُوبَـى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ
يَتَعَزَّوْنَ.
5 طُوبَـى لِلْوُدَعَاءِ،
لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ.
6 طُوبَـى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ
إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.
7 طُوبَـى لِلرُّحَمَاءِ،
لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.
8
طُوبَـى لِلأَنْقِيَاءِ
الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.
9 طُوبَـى
لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.
10 طُوبَـى
لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
11 طُوبَـى
لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ
شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِـي، كَاذِبِينَ.
12 اِفْرَحُوا
وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا
طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
نقاوة القلب
النقاوة هي عطية من الله يمنحها لمن يطلبها بلجاجة، يجاهد من أجل الحصول عليها. ففي صلاة المزمور الخمسين يتضرع المرنم "قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي" (مز50: 10).
والكتاب يقول: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17)، الله يخلق للإنسان قلبًا جديدًا بالولادة الجديدة في المعمودية، ويلزم أن يجاهد الإنسان ليحفظ لهذا القلب نقاءه بعدما استنار بالنعمة وصار أهلًا لفهم الأسرار والمقاصد الإلهية.
نقاوة القلب هي خلوه من الشر، ومن نوازع الشر، ومن محبة الخطية، ومن الميل إليها. ولن يصل القلب إلى هذه الحالة إلا إذا امتلأ من محبة الله، ومحبة البر.. أي إذا امتلأ من الروح القدس.
فليست نقاوة القلب هي فقط خلوه من محبة الخطية والميل إليها، بل من الناحية الإيجابية ينبغي أن يمتلئ القلب من محبة الله وبالتالي من محبة البر.
يعاينون الله
الأنقياء القلب يعاينون الله، يعاينونه بأعين قلوبهم.. لأن حواسهم الروحية قد استنارت بالنعمة.
يعاينونه بالإيمان وقد وعد السيد المسيح قائلًا: "الذي عنده وصاياي ويحفظها، فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبى وأنا أحبه وأظهر له ذاتي" (يو14: 21).
الذين يولدون من الماء والروح بالميلاد الفوقاني، قال عنهم السيد المسيح إنهم هم الذين يدخلون ملكوت السماوات ويعاينونه (انظر يو3: 5).
فالميلاد الفوقاني هو الذي يجدد طبيعة الإنسان، ويمنحه نقاوة القلب حتى يؤهل لمعاينة مجد الله وملكوته السماوي.. يؤهل لمعاينة السيد المسيح في مجده.
أنقياء القلب يعاينون الله، لأنهم سوف يعاينون السيد المسيح في مجده، ويتمتعون برؤيته إلى أبد الدهور.
القلب النقي لا يشتهى شرًا، بل يشتهى معرفة الله. ولا يحمل ضغينة أو كراهية، بل يمتلئ بالحب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. شهوته دائمًا هي الخير مثل قول الكتاب "شهوة الأبرار خير فقط" (أم11: 23).
إن تطويب السيد المسيح لأنقياء القلب، يدعونا للسعي نحو النقاوة التي تؤهلنا أن نراه بالإيمان. وأن نراه في مجده..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق